"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(83) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(83) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدر العدد الـ(83) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
العنف السياسي يهدد الديمقراطية الأمريكية
استهل العدد الجديد من “جسور بوست” موضوعاته الحقوقية بتقرير حول ما تشهده الولايات المتحدة من موجة مقلقة من العنف السياسي، وصفت بأنها الأخطر منذ ستينيات القرن الماضي، بعدما سجلت السنوات الأخيرة ارتفاعاً في محاولات الاغتيال وحوادث القتل التي طالت شخصيات عامة، كان أبرزها استهداف الرئيس دونالد ترامب وقتل الناشط تشارلي كيرك، ويرى باحثون أن تصاعد الاستقطاب السياسي، وانتشار السلاح، والتأثيرات السامة لوسائل التواصل الاجتماعي شكّلت أرضية خصبة لتطبيع العنف، وقد حذرت منظمات حقوقية دولية من خطورة هذه الظاهرة على استقرار الديمقراطية، داعيةً إلى خفض الخطاب التحريضي وتشديد الرقابة على الأسلحة، ويرى خبراء أن مواجهة الأزمة تتطلب مقاربة شاملة تعالج جذور الانقسام، وتوازن بين حماية الحياة العامة وصون الحريات.
أزمة تمويل تهدد مفوضية حقوق الإنسان الأممية
سلط العدد الجديد الضوء على ما تواجهه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أزمة مالية خانقة تهدد قدرتها على أداء دورها الرقابي في أكثر من 90 دولة حول العالم، بعدما خفضت قوى غربية كبرى مساهماتها، فيما لم تفِ دول أخرى بالتزاماتها، ما انعكس شللاً جزئياً في عمل المفوضية الميداني الذي يرصد آلاف الانتهاكات سنوياً، ويخشى خبراء أن يؤدي هذا التراجع إلى تفاقم معاناة ملايين الأشخاص في مناطق النزاع والأزمات الاقتصادية والمناخية، وقد حذرت المنظمات الحقوقية من "تآكل غير مسبوق" في منظومة الحماية الدولية، في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات وتزداد الحاجة إلى رقابة مستقلة، ويؤكد مراقبون أن حماية الكرامة الإنسانية لا يمكن أن تظل رهينة التمويل السياسي للدول.
إضراب أطباء إثيوبيا يفاقم أزمة الصحة
تطرق العدد الجديد إلى أزمة العاملين الصحيين في إثيوبيا وإضرابهم احتجاجًا على تدني الرواتب وضعف ظروف العمل وغياب الضمانات الاجتماعية فيما جاء رد الحكومة بالمواجهة الأمنية، عبر اعتقالات وقيود قانونية على حق الإضراب، ما أثار إدانات دولية واسعة ودعوات للحوار، وحذر الخبراء من أن توقف الخدمات يهدد حياة ملايين المرضى، ويؤكدون أن معالجة الأزمة تستلزم إصلاحًا اجتماعيًا واقتصاديًا شاملًا. ويُنظر إلى الإضراب كاختبار لقدرة إثيوبيا على موازنة بين الاستقرار وحقوق العاملين.
دينيس موكويغي.. طبيب حوّل الألم إلى رسالة سلام
في باب شخصية العدد وبمناسبة اليوم العالمي للسلام، يبرز اسم الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي كرمز عالمي للشجاعة والصمود، والذي بدأ مسيرته كطبيب نساء قبل أن يكرس حياته لمعالجة الناجيات من العنف الجنسي في مناطق النزاع بالكونغو، مؤسسًا مستشفى بانزي الذي تحول إلى ملاذ يقدم العلاج الجسدي والدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للضحايا، نال عام 2018 جائزة نوبل للسلام إلى جانب ناديا مراد، تقديرًا لجهوده في مواجهة استخدام الاغتصاب سلاحًا في الحروب، ورغم التهديدات، واصل نضاله مؤمنًا أن العدالة شرط أساسي لأي سلام حقيقي، قصته وفق التقرير تجسد كيف يمكن للطب أن يصبح جسرًا للإنسانية وأقوى من الحرب.
الأمم المتحدة أمام اختبار تاريخي في نيويورك
في تقرير آخر نوه العدد إلى أنه مع انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تواجه المنظمة الدولية ضغوطاً غير مسبوقة تهدد دورها في حماية حقوق الإنسان والعدالة، حيث تركز القمة على فلسطين بعد رأي استشاري لمحكمة العدل الدولية أكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وسط أزمات إنسانية متفاقمة من غزة والسودان إلى هايتي وأوكرانيا، وفي المقابل، تعاني الأمم المتحدة عجزاً مالياً خطيراً بسبب تقليص المساهمات وتراجع التمويل الغربي، ما يهدد برامج الإغاثة والتحقيق الحقوقي وتحذر منظمات حقوقية من أن الاجتماعات تمثل منعطفاً حاسماً بين التزام عالمي ملموس أو تراجع يقوّض منظومة القانون الدولي.
الطرد الجماعي للمهاجرين
كما تطرق العدد إلى ما تشهده دول إفريقية من موجة متزايدة من عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين وطالبي اللجوء، في خرق واضح للقانون الدولي ومبدأ عدم الإعادة القسرية، وقد دعا المقرر الأممي الخاص بحقوق المهاجرين لوقف هذه الممارسات التي تضع حياة الآلاف في خطر، مؤكداً أن المهاجرين "أصحاب حقوق لا تهديد"، ورغم جهود إنقاذ بارزة كحالة موريتانيا، فإن مراكز الاحتجاز تعاني اكتظاظاً وظروفاً قاسية، ووصفت منظمات حقوقية الطرد الجماعي بأنه "عقوبة جماعية مقنعة" تدفع المهاجرين إلى طرق أكثر خطورة عبر الصحراء والبحر، كما شدد الخبراء على أن الأزمة اختبار لالتزام المجتمع الدولي بتحويل خطاباته إلى حماية فعلية لحقوق الإنسان.
كوت ديفوار على عتبة استحقاق حقوقي حاسم
ومن بين القضايا الحقوقية تطرق العدد إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في كوت ديفوار، ودعوة منظمة العفو الدولية الرئيس القادم إلى جعل حقوق الإنسان أولوية قصوى، محددة ستة محاور أساسية أبرزها حرية التعبير، العدالة الانتقالية، وتعويض المتضررين من الإخلاءات القسرية، كما نوه التقرير أن السياق السياسي المشحون يعيد المخاوف من توظيف القوانين لتقييد الخصوم وتقييد النشاط المدني، وشددت منظمات حقوقية على ضرورة مراجعة التشريعات التي تسمح بحل الجمعيات أو ملاحقة الصحفيين بذريعة "المعلومات الكاذبة"، كما طُرحت قضايا عمالة الأطفال في قطاع الكاكاو كاختبار لصورة البلاد الدولية.
اعتراف مثير للجدل بإبادة دروز السويداء
كما تناول العدد الجديد ما أعلنته الجمعية الوطنية الأمريكية للمشرعين المسيحيين اعترافها بما وصفته "إبادة جماعية" ضد الطائفة الدرزية في السويداء السورية، خطوة أثارت جدلاً واسعاً لارتباطها بخلفيات سياسية أكثر من بعدها الإنساني، وسط مخاوف من توظيف ملف الأقليات كورقة ضغط جديدة، وقد ربط مراقبون ذلك الاعتراف بمساعٍ انتخابية إسرائيلية لاستقطاب الصوت الدرزي، فيما تجد السويداء، التي عانت هجمات داعش وأزمات اقتصادية، نفسها اليوم بين معاناة داخلية واستقطاب خارجي.
ويمكن لقراء “جسور بوست” مطالعة المزيد من الموضوعات الحقوقية والإنسانية عبر هذا الرابط